Our Blog

المذاهب الاربع في حكم الغناء


ما حكم سماع الاغاني علي المذاهب الاربع؟

أصبحت الأغاني مرض هذا العصر وأصبحت مثل الهواء الذي لا يستطيع الشباب والفتيات البعد عنه إلا من رحم ربي وسوف أوضح دلائل تحريم الإستماع إلي الأغاني من كتاب ربنا وسنة نبينا وما هي عله التحريم في الإستماع إلي الأغاني

أولاً : الدليل من القرآن الكريم
يقول الله عز وجل في كتابة الكريم "وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ " قال بن مسعود رضي الله عنه في هذه الأيه " والله هو الغناء " وأقسم علي أن لهو الحديث هو الغناء والصحابة الأجلاء لا يحلفون بالله كذبا فمن يتخذ لهو الحديث ليضل عن سبيل الله ويصد عن سبيل الحق لهم عذاب مهين فالغناء يدعوا إلي الفجور وإلي سبيل الشيطان لا إلي التقوي وإلي سبيل الله.

ثانياً : الدليل من السنة الصحيحه
* في صحيح البخاري بإسناد متصل أن النبي صلي الله عليه وعلي آله وسلم قال " ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف "
معني هذا الحديث أن سوف يأتي أقوام من أمتي يستحلون أي يُحلوا ما حرم الله مثل الحر وهو الزنا ولبس الحرير وشرب الخمر والمعازف والمقصود هنا بالمعازف كل الآلات الموسيقية وآلات الطرب الحديثة ولو دققت النظر إلي هذا الحديث لرأيت أن النبي صلي الله عليه وعلي آله وسلم ذكر المعازف مع الزنا ولبس الحرير والخمر وهذا يدل علي قبح ذنبها وعظم إثمها.
* في السلسلة الصحيحة للألباني بإسناد حسن أن النبي صلي الله عليه وسلم قال " صوتان ملعونان صوت مزمار عند نغمة وصوت ويل عند مصيبة "
المقصود من هذا الحديث أن النبي قال صوتان ملعونان واللعن هو الخروج من رحمة الله وذكر صوت مزمار عند نغمة أي أن الموسيقي المصاحبه لصوت المغني لأن الأغنية لا تصبح أغنية إلا بصوت المغني وبإدخال الموسيقي عليها وإذا لاحظت هنا أن النبي صلي الله عليه وسلم ذكر المزمار وهذا دليل علي تحريم الموسيقي وإن كان المزمار صوته لا يخرج عن الإعتدال فكيف بالمعازف الصاخبة التي نراها الان أليست أشد من الزمار في صوته وفي تأثيرها علي الناس عندما يستمعون إليها أليس من الأولي أن تكون هذه المعازف أشد في التحريم من المزمار.
* وفي صحيح أبي داود عن نافع أنه قال " سمع ابن عمر مزمارا فوضع إصبعيه علي أذنيه ونأي عن الطريق وقال لي يا نافع هل تسمع شيئاً قلت لا فرفع إصبعيه من أذنيه وقال كنا مع رسول الله صلي الله عليه وسلم فسمع مثل هذا فصنع مثل هذا ".
هذا الحديث دليل أيضاً علي تحريم الموسيقي فعندما سمع ابن عمر رضي الله عنه المزمار وضع إصبعيه عليه أذنيه ونأي عن الطريق أي بُعد عن الطريق حتي لا يسمع هذا الصوت الذميم وعندما سأل نافع أن الصوت مازال موجود فقال له لا قال له كنا مع رسول الله فسمع مثل هذا فصنع مثل هذا وفعل النبي هذا هو حجّة قوية علي تحريم الموسيقي فأين نحن من إتباع سنة النبي فابن عمر عندما سمع المزمار فعل مثلما رأي من النبي فهل نحن نفعل مثلما فعل النبي , وعلق الإمام القرطبي علي هذا الحديث " قال علماؤنا : إذا كان هذا فعلهم في حق صوت لا يخرج عن الإعتدال فكيف بغناء أهل هذا الزمان وزمرهم "

ثالثاً : خلاصه الامر :
قال عبد الله بن مسعود " الغناء يبنت النفاق في القلب كنبات الزرع بالماء " وقد أري تساؤل في أعين من يقرأ هذه الكلمات كيف يكون هذا أقول له أن الله لم يخلق لعبد قلبين في جوفه إنما هو قلب واحد إما يتسع للغناء أو يتسع للقرآن والإيمان لذلك يصبح النفاق وليدة حب الغناء لأن أي مسلم لن يستطيع أن يقول بأنني أكره القرآن وأحب الأغاني وأعشق سماعها أو أنني أحب سماع الأغاني أكثر من سماع القرآن لأنه لو قال هذا لخرج عن دائرة الإسلام ولكن لابد أن يقول أنني أحب القرآن ولكن في باطن الأمر يحب الأغاني أكثر من القرآن فالنفاق هو مخالفة الظاهر للباطن لذلك من المستحيل أن يتسع القلب لشيئين متضادين فهذا لا يقبله ذو العقل السوي فعندما تري شخص يحب الغناء وعن طريق الصدفة إستمع إلي القرآن فقد يتأفف منه ويشمئز منه بدون أن يشعر لأن تعود علي سماع الأغاني وإن كان يحب الإستماع إلي القرآن فسوف يكون هذا ناتج عن حبه للصوت فقط وليس لتدبر القرآن فاالقلب المليئ بالأغاني مثل بيت كان معمور بأصحابه وعندما تركوه وهجروه حلت محلهم الحشرات والهوام ويصبح خربا لا خير فيه كذلك القلب لابد أن يعمربالقرآن لأن القلب إذا هجره القرآن أصبح خرباً لا خير فيه ويحل مكانه الأغاني ولن تجد أحد يميل إلي الغناء ويحب الإستماع إليه إلا وفيه ضلاله وبعيد عن طريق الإيمان فلن تجد رجل مؤمن تقي أو فتاه مؤمنة تقيه تحب الغناء فالذي يحب الغناء ليست من صفاته التقوي وأيضاً الجزاء من جنس العمل فالذي يلبس الحرير في الدنيا لا يلبسه في الآخره والذي يزني يوضع في واد الزناه وتأتي نار من تحته تلهب جسمه لذلك من يسمع الأغاني ولم ينتهي عنها ولم يتب منها قبل أن يلاقي ربه سوف يكون عذابه من جنس العمل أي أن العذاب سوف يكون عن طريق أذنيه وقال بعض العلماء أن هناك شيئ يصب في أذنيه وذلك جزاء لما كان يسمعه فالله عز وجل خلق الأذن لا لنستخدمها فيما حرم الله ولكن إذا إُستخدمت فيما حرم الله سوف يكون الجزاء من جنس العمل وأيضاً أريد طرح أمر أخر وهو هل عندما تستمع إلي الأغاني هل تجد الإيمان لديك يزيد أم ينقص أظن أن لو أحداً قال بأن الإيمان يزيد لكذب في ما يقول ولن يصدقه أحد إذا زعم هذا ولو تخيلنا بأن القيامة قد قامت فهل يوضع الغناء في جانب الحق أم في جانب الباطل لا أظن بان عاقل يقول أن الغناء وأهله سوف يكونوا في جانب الأتقياء والصالحين ومعلوم أن جانب الباطل يكون مصيره النار لذلك أرجوا من كل من يسمع الأغاني أن يكف عن سماعها ويستبدلها بسماع القرآن الذي تستريح به الأنفس وتطمئن به القلوب وكما يقول الله عز وجل " أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ " فما أحلي سماع القرآن الكريم لأنه إذا إمتلئ القلب بسماع القرآن وبحبه إزداد الإيمان في القلب ثم العمل بقول الله تعالي " وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا " فيجب العمل بأمر الله وبأمر لرسوله وذلك لا يتحقق إلا بتحقيق الإيمان أولاً لذلك لابد أن نقف مع أنفسنا وقفة ونحاسب أنفسنا قبل أن نقف بين يدي الله ونُحاسب فاليوم عمل بلا حساب وغداً حساب بلا عمل فإغتنم من يوم عملك ليوم حسابك وفي الصحيحين أن النبي صلي الله عليه وسلم يقول " المرء مع من أحب " فهل يا من تسمع الأغاني تحب أن تحشر مع المطربون أو المغنيين أم أن تحشر مع النبي وأهل الصلاح والإيمان وقبل أن أختم حديثي أظن أن هناك سؤال يدور في ذهن كثير ممن يسمعون الأغاني الدينيه التي بها موسيقي ويقولون هل هي حرام أم لا وإن كانت حرام فما هي علة التحريم علماً بأنها لا تدعوا إلي فجور أو إثارة شهوه ؟ أقول لهم أن مفهوم كلمة أغنيه هو كل كلام يصاحبه موسيقي لذلك لابد أن نستبدل مفهوم الأغاني الدينيه بأناشيد دينيه وهي محرمة إذا لازم الكلام الموسيقي حتي وإن كان الكلام ديني وليس به أي شيئ ولكن علة التحريم هنا الموسيقي لأن الموسيقي متي ما وُجدت في أنشوده أفسدتها ولا يجب سماعها أما إن كانت الأنشوده بدون معازف أو موسيقي فيجوز سماعها مادامت دينيه أما إذا كانت دون ذلك وتهيج المشاعر والشهوه فلا يحل سماعها لأنها تدعوا إلي الفجور والدف محلل للنساء في العرس فقط ويجب أن لا يحتوي علي قطع معدنية تجلُب صوتاً ..

أقوال أهل المذاهب:
أولا: مذهب أبي حنيفة رحمه الله:
ومذهبه في ذلك أشد المذاهب، وقوله فيه أغلظ الأقوال. وقد صرح أصحابه بتحريم سماع الملاهي كلها حتى الضرب بالقضيب، وصرحوا بأنه معصية يوجب الفسق وترد به الشهادة، وأبلغ من ذلك أنهم قالوا: إن السماع فسق، والتلذذ به كفر.
وقالوا: "يجب عليه أن يجتهد في ألا يسمعه إذا مر به أو كان في جواره".
وسئل القاضي أبو يوسف صاحب أبي حنيفة عن دار يسمع منها صوت المعازف فقال: "أدخل عليهم بغير إذنهم؛ لأن النهي عن المنكر فرض".
وقالوا: "ويخبر عنه الإمام إذا سمع ذلك من داره، فإن أصر حبسه أو ضربه سياطًا وإن شاء أزعجه عن داره".
ثانيا: مذهب مالك رحمه الله:
وقد ورد عنه النهى عن الغناء وعن استماعه، وقال: "من اشترى جارية فوجدها مغنية كان له أن يردها بالعيب". وسئل – رحمه الله – عما يرخص فيه أهل المدينة من الغناء؟ فقال: " إنما يفعله عندنا الفساق".
ثالثا: مذهب الشافعي رحمه الله:
فقد تواتر عنه أنه قال: "خلفت ببغداد شيئًا أحدثته الزنا دقة يسمونه التغبير يصدون به الناس عن القرآن".
والتغبير: شعر يزهد في الدنيا، يغنى به مغنٍ، فيضرب أحد الحاضرين بقضيب على نطع (قطعة جلدٍ) أو مخدة على توقيع الغناء. يعني يلحن شعر الزهد والحكمة.
قال ابن القيم رحمه الله: "فليت شعري!! ما يقول في سماعٍ التغبيرُ عنده كتفلة في بحر قد اشتمل على كل مفسدة وجمع كل محرم؟!.. يعني غناء أهل زمانه فماذا لو سمع غناء أهل زماننا واطلع على الفيديو كليب وما فيه!!!
قال أبو إسحاق الشيرازي الشافعي: "ولا تصح الإجازة على منفعة محرمة كالغناء، والزمر وحمل الخمر، ولم يذكر فيه خلافًا".
وقال الشافعي: "وصاحب الجارية إذا جمع الناس لسماعها فهو سفيه ترد شهادته، وأغلظ القول فيه".رابعا: مذهب أحمد :
أما الإمام أحمد إمام أهل السنة فقد قال ابنه عبد الله: "سألت أبي عن الغناء فقال: الغناء ينبت النفاق في القلب لا يعجبني. ثم ذكر قول الإمام مالك: إنما يفعله عندنا الفساق".
وقد نصَّ على كسر آلات اللهو كالطنبور وغيره إذا رآها مكشوفة وأمكنه كسرها. وعنه في كسرها إذا كانت مغطاة تحت الثياب وعلم بها روايتان منصوصتان".
ونص في أيتام ورثوا جارية مغنية وأرادوا بيعها فقال: "لا تباع إلا على أنها ساذجة، فقالوا: إذا بيعت مغنية ساوت 20 ألفًا ونحوها، وإذا بيعت ساذجة لا تساوي ألفين فقال: لا تباع إلا على أنها ساذجة". .. فلو كانت منفعة الغناء مباحة لما فوَّت هذا المال على الأيتام.
قال ابن القيم: "وأما سماعه من المرأة الأجنبية أو الأمرد فمن أعظم المحرمات وأشدها فسادًا في الدين".
وقال عن الغناء: "إنه رقية الزنا، ومنبت النفاق، وشَرَك الشيطان، وخمرة العقول، وصده عن القرآن أعظم من صد غيره من الكلام الباطل لشدة ميل النفوس إليه ورغبتها فيه". وقال: "هو دياثة، فمن فعل ذلك فهو ديوث". وقال أيضًا: "وأما العود والطنبور وسائر الملاهي فحرام ومستمعه فاسق".
وأذكرك بقول عمر بن عبد العزيز خامس الخلفاء الراشدين لمؤدب ولده: "ليكن أول ما يعتقدون من أدبك بغض الملاهي التي مبدؤها من الشيطان وعاقبتها سخط الرحمن، فإنه بلغني عن الثقات من أهل العلم أن صوت المعازف واستماع الأغاني واللهج بها ينبت النفاق كما ينبت العشب على الماء".
وختاما أذكرك بقوله تعالى: (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً مُبِيناً) (الأحزاب:36)
وبقوله سبحانه: (فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً) (النساء:65)
وقوله صلى الله عليه وسلم: "كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى. قالوا: يارسول الله، ومن يأبى؟ قال: من أطاعني دخل الجنة، ومن عصاني فقد أبى".(رواه البخاري).

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Designed by Templateism | MyBloggerLab | Published By Gooyaabi Templates copyright © 2014

صور المظاهر بواسطة richcano. يتم التشغيل بواسطة Blogger.