Our Blog

الأقصي

فإذا جاء وعد الأخره
================

الحمد لله والصلاة والسلام علي سيدنا رسول الله وبعد فقد أخرج الإمام أحمد والترمذي والنسائي وغيرهم عن عائشة رضي الله عنها: «أن النبي صلّى الله عليه وسلم كان يقرأ كل ليلة بني إسرائيل والزّمر 
وسورة بني إسرائيل هو سورة الإسراء سميت سورة الإسراء لافتتاحها بمعجزة الإسراء للنبي صلّى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة ليلا، كما سميت أيضا سورة بني إسرائيل، لإيرادها قصة تشردهم في الأرض مرتين بسبب فسادهم وأخرج البخاري وابن مردويه عن ابن مسعود «أنه قال في بني إسرائيل- أي هذه السورة- والكهف، ومريم، وطه، والأنبياء: هن من العتاق الأوّل، وهن من تلادي
عند تأملي للآيات الكريمات التي ذكرها الله تعالي في افتتاحية سورة بني إسرائيل وهي سورة الإسراء لعلي أذكركم بها أولا  " وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إسْرائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا   فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَفْعُولًا   ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا   إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآَخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًاعَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يَرْحَمَكُمْ وَإِنْ عُدْتُمْ عُدْنَا "
لفت انتباهي دقة القرآن وعنايته في انتقاء الألفاظ واختيارها ففي الآيات التي ذكرها الله تعالي في افتتاح سورة بني إسرائيل لنا فيها ست وقفات :
الوقفة الأولي عند قوله تعالي لتفسدن في الأرض مرتين والتأكيد علي أنهما مرتين ما يلفت النظر !!! أين ومتي تكون الأولي ؟  وأين ومتي تكون الثانية ؟ والجواب علي ذلك :  أن الفساد الأول وقع في عهد النبي صلي الله عليه وسلم وجند الله تعالي عبادا لله وهم الصحابة رضوان الله عليهم فجاسوا خلال الديار وفتحها الفاروق عمر وكان قائد جيشه آن ذاك هو أبو عبيدة بن الجراح وفي ذلك إشارة أن من سيسترد القدس بعد فساد اليهود الثاني وهو الفساد القائم ...  الآن .. هم من كانت صفاتهم وأخلاقهم ومعاملاتهم وحكمهم وعدلهم ورحمتهم كصفات الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين
كيف فتح الخليفة العادل القدس ؟
كانت جيوش المسلمين، تقتحم معاقل الفرس والروم وتدككها، ولم يبقى غير القدس هدفاً، لكن أهل القدس من النصاري آن ذاك ، لم يحبذوا فكرة دخول المسلمين إلى الأرض المقدسة بسيوفهم، وتسيل الدماء هناك، فأرسلوا للخليفة عمر، يطلبون منه المجيء لديارهم، ليسلموها له، ويسلموه مفاتيحها وصل الخبر إلي عمر رضي الله عنه، فأجاب علي الفور  وهو قائد المسلمين وكان يمكنه أن يرفض،  لم يمشي عمر بن الخطاب للقدس بخيل قوية ، ولا بجيوش جرارة، إنما ذهب هو وخادمه فقط   ومشى إليها يقطع الصحراء ، في رحلة تاريخية، من المدينة للقدس، يقطع وخادمه الصحراء، وحيدين، أعزلين، يتلوان سورة يس، كان عمر رضي الله عنه يركب ناقته ساعة، ويمشي خادمه، ثم ينزل ليركب خادمه ساعة أخرى، ويمشي هو، ثم يمشي الاثنان ليريحا الناقة   حتى وصلا قريباً من الجيش المحاصر للقدس بقيادة أبو عبيدة الجراح، وبينهما منخفض ملئ بالماء والطين، وكان الخادم راكباً، وعمر ماشياً بيده مقود الناقة، ، وكان الخادم يريد أن ينزل ليمشى ويركب أمير المؤمنين إلا أنه رضي الله عنه  أبى ذلك كله، وبعظمة العدل والرحمة والتواضع، خلع أمير المؤمنين نعليه، قائد جيوش الفتوحات الإسلامية الكبيرة، هازمة الروم والفرس، خلعهما ووضعهما على عاتقه، شمّر ثيابه إلى ما فوق ركبتيه وخاض الوحل، حتى يجتاز المنخفض من جهة قواد جيوش المسلمين!!!!، فتمرغت ساقاه بالوحل، وعندما علمت جيوش المسلمين بمقدم أمير المؤمنين، هب قائدها أبو عبيدة مع قواده الأربعة ليستقبلوه استقبالا يليق بمقام خليفة المسلمين، حين شاهد أبو عبيدة ما ناب ساقي أمير المؤمنين من الوحل قال له عن طيب نية، والحرص على أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه:" يا أمير المؤمنين لو أمرت بركوب، فإنهم ينظرون إلينا".
غضب عمر بعد مقولة أبي عبيدة هذه غضبته التاريخية الشهيرة، وصاح بوجه هذا القائد الذي هزم الدولة البيزنطية، وأحد العشرة المبشرين بالجنة، صاح به قائلا مقولته التاريخية الشهيرة:" والله لو غيرك قالها يا أبا عبيدة لجعلته عبرة لآل محمد صلى الله عليه وسلم!!! لقد كنا أذلة فأعزنا الله بالإسلام، فإذا ابتغينا عزاً بغير الإسلام أذلنا الله".
حتى إذا استقر الركب عند الباب، نزل إليه رئيس الأساقفة " صفر يانوس"، البطريرك، وبيده مفاتيح القدس، وبعد أن سلّم عليه، قال له: إن صفات من يتسلم مفاتيح إيلياء (بيت المقدس) ثلاثة، وهي مكتوبة في كتابنا - يقصد شروح الإنجيل-
أولها: يأتي ماشياً وخادمه راكب.
ثانيها: يأتي ورجلاه ممرغتان في الوحل.
وثالثها: لو سمحت أن أعدّ الرقع التي في ثوبك.
فعدّها، فإذا هي سبع عشرة رقعة! فقال: وهذه هي الصفة الثالثة، يا سلام، لا تسلم مفاتيح القدس إلا لقائد أمير يمتلك أوسمة ثلاثاً هي من أرفع أوسمة التاريخ وأشرفها وأعلاها وأغلاها قيمة، ركوب الخادم، الوحل، والرقع على الثوب، 
حين تأكد البطريرك من ثبوت العلامات الثلاث سلّم أمير المؤمنين مفاتيح القدس، واتجه إلى زاوية يبكي، فأتاه عمر رضي الله عنه يسليه ويعزّيه، بسماحة القائد المنتصر، بدلا من اهانته وتحقيره والاستعلاء عليه والتعاظم والتفاخر،   بل تقدم عمر العادل من البطريك"صفر" وقال له برحمة المسلمين "إن الدنيا دول وأنشد: فيوم علينا ويوم لنا ويوماً نُساءُ ويوماً نُسرّ"
فأجابه بطريرك القدس:" ما حزنت لأنكم دخلتم دخول الفاتحين الغزاة، لتكون الدنيا دول بيننا، ونستردها يوماً ما، ولكنكم ملكتموها إلى الأبد بعقيدة الإسلام وحكم الإسلام، وأخلاق الإسلام".
وضاع منا اليوم الإسلام فخسرناها خسران الفاشلين الجبناء الصامتين.
وبعد أن تسلم الفاروق مفاتيح بيت المقدس، وقّع مع أهلها النصارى" الوثيقة العمرية" والتي سأنقل لكم بعضاً من نصها 
بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما أعطى عبد الله عمر أمير المؤمنين أهل إيلياء من الأمان. أعطاهم أماناً لأنفسهم وأموالهم. ولكنائسهم .... وسقيمها وبريئها وسائر ملتها، أنه لا تسكن كنائسهم ولا تهدم. ولا ينتقص منها ولا من حيزها. ولا من صلبهم، ولا شيء من أموالهم، ولا يكرهون على دينهم، ولا يضار أحد منهم، ولا يسكن بإيلياء معهم أحد من اليهود.

وعلى أهل إيلياء أن يعطوا الجزية كما يعطى أهل المدائن. وعليهم أن يخرجوا منها الروم واللصوص. فمن خرج.  فإنه آمن على نفسه وماله حتى يبلغوا مأمنهم. ومن أقام منهم فهو آمن، وعليه مثل ما على أهل إيلياء من الجزية
شهد على الوثيقة: خالد بن الوليد ،عمرو بن العاص. كتب وحضر سنة 15هـ عبد الرحمن بن عوف، معاوية بن أبي سفيان، عمر بن الخطاب
فلما تخلي المسلمون عن منهج الله الذي فيه  ـ نجاحهم وفلاحهم ـ  وانقسموا إلي دول وفئات وأحزاب واندفعوا وراء الشهوات والملذات في المائة عام التي مضت انقض اليهود علي أرضهم وثرواتهم وخيراتهم واستعبدوهم لمصالحهم حتي قال قائلهم من لم يوافق علي ما نحن فيه من السيطرة الكاملة علي الأقصى فهو إرهابي أصيل !!! وعند ذلك يتحقق قول الله تعالي " ثم رددنا لكم الكرة عليهم وأمددناكم بأموال وبنين وجعلناكم أكثر نفيرا " والكلام في الآية موجه إلي اليهود وليس إلي المسلمين كما يظن البعض !! وقد يتساءل سائل عن تأخير نصر الله ويأتيه الجواب من العلي القدير فيقول سبحانه " وما ظلمهم الله ولكن أنفسهم يظلمون " ومن صور فساد اليهود في المرة الثانية كثرة القتل واغتصاب الأرض وتشريد الملايين من أهل الحق واغتصاب النساء وحبسهن وقتل الأطفال والكبار وتقطيع الشجر وحرق الأقصى وتدنيسه وتدنيس المصحف الشريف في الأقصى وغير ذلك حدث ولا حرج

الوقفة الثانية عند قوله تعالي ولتعلن علوا كبيرا" حدد العلو أنه مرة واحدة مع أنه حدد الفساد مرتين فلم يقل ولتعلن علوين كبيرين !! أليس في هذا ما يدعوا إلي التأمل ؟؟؟   نعم نعم ومفاد ذلك أن العلو سيكون مع أحد الفسادين والواضح أنه مع الفساد الثاني فقد سيطروا علي كثير من دول المسلمين وقد أمدهم أعداء الإسلام والإنسانية بالأموال وبالبنين وها هم الآن أكثر نفيرا !!! فقد امتلكوا القوة العددية والعسكرية والاقتصادية !!

الوقفة الثالثة عند قوله تعالي فإذا جاء وعد أولاهما بعثنا عليكم " التعبير بقوله بعثنا يفيد أن العباد المكلفون لهلاكهم هم مبتعثون من قبل الله فمن هم ؟ وما هي صفاتهم ؟ ولعلي أنقل جملة أكتفي بها في الجواب قالها الإمام أبو الحسن الندوي في صفات من سيبعثهم الله لنصرة الأقصى " ولو تمثل الإسلام بشراً لما زاد على أنْ يكون كأحدهم "

الوقفة الرابعة  عند قوله تعالي وكان وعدا مفعولا " يذكرنا بوعد الله وتحقيقه ويلفت أنظارنا إلي أن المشركين سيتخذون وعودا أيضا وعد أول ووعد ثاني في إشارة بينة للوعدين وعد ١٩١٧ م ثم وعد ٢٠١٧ م فهل من مدكر ؟؟؟
الوقفة الخامسة عند قوله تعالي وجعلناكم أكثر نفيرا " ما يشرح لك النفير العام الذي عليه أعداء الإسلام في زعم منهم أنهم سيقضون عليه !!

الوقفة السادسة  عند قوله تعالي وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة ما يؤكد لك أن القرآن يشرح لك الحالة النفسية التي عليها اليهود وحلفائهم من غير بني جلدتهم
ففي قوله تعالي فإذا جاء وعد الآخرة المقصود بها موعد انتهاء الفساد الثاني وعلامة هذا الموعد أنهم سيسوؤن وجوهكم ويسيطرون عليكم كما أنهم سيدخلون المسجد كما دخلوه أول مرة وسيدمرون ويهلكون ما يتحصلون عليه تدميرا وتفتيتا وستكون  المواجهة شديدة لذا لن تكون تحت أي راية إلا أن تكون راية إسلامية خالصة لا عربية ولا قومية ولا غيرها لن تكون إلا عبادا لله اختصهم الله وحدد صفاتهم بقوله تعالي عبادا لنا أولي بأس شديد ووصفهم الله بالبأس الشديد ولم يصفهم بالقوة الشديدة لأن  البأس الشديد هوأحد أهم صفات الحديد فالحديد أيضا ذا بأس شديد فمهما انصهر فسيعود كما كان أقوي تأملوا الأية وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد وكذلك من سيطهروا الأقصى سيكونون من عند الله صنعهم الله وأراد لهم الجنة لن ينتصروا بسلاح ولا قوة وإنما أعدادا غفيرة بلا ترتيب 
الذين سيستردون المسجد الأقصى ذكر الله صفاتهم في القرآن الكريم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Designed by Templateism | MyBloggerLab | Published By Gooyaabi Templates copyright © 2014

صور المظاهر بواسطة richcano. يتم التشغيل بواسطة Blogger.