Our Blog

من المسؤول عن تحديد الذكور او الاناث

من المسؤول ؟

من المسؤول عن تحديد نوع الجنين.. الرجل أم المرأة؟
للأسف الشديد في الآونه الأخيره ازدادت المشاكل بين الازواج. وزادت نسبه الطلاق بسبب انجاب الاناث فقط
فمن المسؤول ؟
فتقول السائله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا متزوجة منذ 6 سنوات ولديَّ طفلتان، ومشكلتي مع أهل زوجي أنهم يحبُّون الأولاد أكثر مِن البنات، وهذا أمرٌ عادي في مجتمعنا الشرقيِّ.
كانوا يريدون أن يأتي المولودُ الأول ذكرًا، ولما جاء بنتًا، قالوا: لعل المرة الثانية يكون المولود ذكرًا، لكنه جاء أنثى؛ فزادت الإهانات مِن ألسنتهم، وأنا أَتَأَلَّم بسببهم، وليس لديَّ حيلةٌ؛ فأنا لم أخلقْ شيئًا في بطني، والله هو مَن كتب عليَّ ذلك.
أعاني من الضغط النفسي الشديد من كثرة سماع كلمة: (ذكر)، تكونتْ في نفسي عُقدة بسببهم.
أنا أُحِبُّ بناتي، وراضيةٌ بإنجابهنَّ، لكني أخاف مِن الإنجاب الثالث، وأخشى أن يكونَ بنتًا؛ فتزداد المشكلات بيني وبين أهل زوجي!
مع العلم بأنَّ زوجي مُتدينٌ، ولا يحتَقِر البنات، فهو راضٍ بقضاء الله.
شعرتُ في الأيام الأخيرة بالكثير مِن الألم، وجُرِحَتْ كرامتي بعد أن رُزِقَ أخو زوجي بولدٍ؛ فذَهَب الجميع إليه، واستبشروا به، أما أنا فلَم يفرحوا بإنجابي ولا ببناتي، وكأنهم كانوا يُعاقبونني!
حالتي النفسية مُحطمةٌ جدًّا، خصوصًا وأنَّ زوجة أخي زوجي تتصرف بغرورٍ ووقاحةٍ، بعد أن أنجبتْ الولد.
أخبروني ماذا أفعل؟ وكيف أتخلَّص مِن الحالة النفسية التي أَمُرُّ بها؟

الجواب

هيا لننظر الي المسأله من الجانين الطبي او العلمي ثم الشرع.
أولا من الناحيه الطبيه والعلميه :
*********************
الأطفال هبة من الله يرزق بهم من يشاء ويهب من يشاء الإناث ويهب من يشاء الذكور، ولكن تكثر الأسئلة عن ما إذا كانت المرأة لها دور في تحديد جنس المولود أم لا، حيث شاع لفترات طويلة أن هناك من السيدات يستطعن إنجاب الذكور، وهناك من يستطعن إنجاب الإناث، بل امتد الأمر لأكثر من ذلك إلى نشوب خلافات بين الأزواج، تصل أحيانًا إلى حد الطلاق أو زواج الرجل مرة أخرى، ظنًا منه أن زوجته لا تنجب له سوى الإناث، فيجرّب حظه مع امرأة أخرى.

فمن هو المسؤول عن تحديد نوع الجنين.. الرجل أم المرأة؟
توضح لنا الدراسات العلمية التي تبرئ المرأة من هذا الأمر، وتشير إلى أن الرجل هو المسؤول عن تحديد جنس الجنين بعد إرادة الله سبحانه وتعالى، وأن المرأة لا تحدد مطلقًا نوع الجنين، وهي ليست إلا مستقبل للنوع فقط.

فقد تبين أخيرًا أن الحيوان المنوي للرجل هو المسؤول عن تحديد نوع الجنين، وليس لبويضة الأنثى من تأثير على ذلك، فالحيوان المنوي للرجل يحتوي على الجنسين الذكر والأنثى، لأنه يحمل الكروموسومات (XY) أي ذكر وأنثى، أما بويضة المرأة فلا تحتوي سوى على جنس الأنثى دائمًا، لأنها تحمل الكروموسومات ((XXأي أنثى فقط.

فإذا أراد الله أن تُلقح البويضة بحيوان منوي يحمل الكروموسوم X))، ستكون البويضة الملقحة تحمل كروموسومين من النوع (XX) ويكون المولود أنثى.

أما إذا أراد الله أن تُلقح بحيوان منوي يحمل الكروموسوم (Y)، ستكون البويضة الملقحة تحمل كروموسومين من النوع XY)) ويكون المولود ذكرًا.

وبذلك، فإن الحيوان المنوي هو الوحيد الذي يمكنه أن يحدد نوع الجنين إن كان ذكرًا أم أنثى بعد إرادة الله، وليست المرأة هي المسؤولة كما كان شائعًا من قبل.

وفي النهاية، يكفيكم أن تروا أبناءً لكم نصب أعينكم بصحة جيدة، سواء كانوا ذكورًا أو إناثًا، فكلاهما نعمة من الله ومصدر البهجة والسعادة في الحياة وزينة هذه الدنيا.

ثانيا من الناحيه الشرعيه :
*********************
فإنا لله وإنا إليه راجعون؛ فما تذكرينه - أيتها الأخت الكريمة - ليس جديدًا على بعض مجتمعاتنا مع الأسف! وإن كان أمرُ أهل زوجك مبالَغًا فيه كثيرًا.
فلا يخفى على أحدٍ مِن الخَلْق - فضلًا عن المسلمين - أن الأبناء رزقٌ من الله، وتحديدُ جنسِهم ذكورًا أم إناثًا هو مِن قدَر الله سبحانه؛ كما قال تعالى: ﴿ لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ * أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيمًا إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ ﴾
كما أنَّ ومِن شروط الإيمان: التسليم والاستسلام لقضاء الله وقدَره، لا سيما في الأمور التي لا كسْب لأحدٍ فيها؛ أعني: الأمور الجبرية كالإنجاب، كما أن علينا الرِّضا بما يرزق الله مِن ذكرٍ أو أنثى، وحمدَ الله تعالى على كل حالٍ، وكذلك نعلم جميعًا - نحن المسلمين - أنَّ الخيرة فيما يختاره الله تعالى: ﴿ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ

وقد ذم القرآن الكريم أفعالَ مُشركي الجاهلية المتمَثِّلة في عدم الرضا بالأنثى؛ قال تعالى: ﴿ وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنْثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ * يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِنْ سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلَا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ ﴾ [النحل: 58، 59]، فكانوا مِن جهْلِهم وظُلمهم يكرهون البنات كراهةً شديدةً، وإذا رُزِقَ أحدُهم فتاةً يَسْوَدُّ وجْهُه حتى يصبح كاظمًا على الحزن والأسف.

ومع شديد الأسف، فإنَّ كراهية الإناث بهذا الشكل نابعٌ مِن فساد العقيدة؛ فالانحرافُ العقَديُّ لا تقف آثارُه عند حدود المعتقد القلبي، وإنما يمتد أثرُه الفاسد لأوضاع الحياة الاجتماعية كلها وللتقاليد، فالعقيدةُ هي المحرِّك الأول للحياة، والانحراف عن العقيدة الصحيحة سوَّل لصاحبه وأد البنات، أو الإبقاء عليهنَّ في الذُّل والهوان مِن المعاملة السيئة، والنظرة الوضيعة الدونية.

أما صاحب العقيدة الصحيحة، فعَصَمَهُ اللهُ مِن هذا كله؛ إذ الرزقُ بِيَد الله يرزق الجميع، ولا يصيب أحدًا إلا ما كتب له، ثم إنَّ الإنسان بجِنْسَيْه كريمٌ على الله، والأنثى هبةُ الله له كالذَّكَر، وهي صنو الرجل، وشطر نفسه كما يقرر الإسلام؛ قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((إنما النساء شقائقُ الرجال))؛ رواه أحمدُ، وأبو داود، والترمذيُّ.

فالله تعالى هو العليمُ الحكيمُ، وقد اقتضتْ حكمته أن تنشأ الحياة من زوجين: ذكرٍ، وأنثى، فالأنثى أصيلةٌ في نظام الحياة أصالة الذكَر، بل ربما كانتْ أشد أصالةً؛ لأنها المستقرُّ، فكيف يغتمُّ مَن يُبشَّر بالأنثى، وكيف يتوارى مِن القوم مِن سوء ما يُبشر به، ونظام الحياة لا يقوم إلا على وجود الزوجين؟ فما أسوأه مِن حكمٍ وتقديرٍ؛ ﴿ أَلَا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ ﴾ [النحل: 59]!

ومجتمعاتنا الإسلاميةُ انحرفتْ عن جادة الصواب، ومِن ثَمَّ عادتْ بعضُ تصورات الجاهلية تطلُّ بقُرونها، فأضحت الأنثى لا يُرَحِّب بمولدها كثيرٌ مِن الأوساط، وكثيرٌ من الناس، ولا تُعامَل معاملة الذكر؛ مِن العناية، والاحترام، كما تذكرين.

ولا يعني ما ذكرناه ألا يرغب المرء في الولد الذكَر، وإنما مقصودنا التنبيه على خللٍ في سلوك المجتمع، مُتولدٍ من خللٍ عقَدي أدى إلى مشابهة المشركين في كراهية الأنثى، أما طلب الذكَر، وأخْذ الأسباب الشرعية لتحصيله - فجائزٌ بالطرُق المعروفة عند المختصين

أما كيفية الخلاص من سوء حالتك النفسية، فبتقوية ثقتك بالله تعالى، والاستعانة به، فأنتِ توقنين أن الأمر كله بِيَد لله، فلِمَ الانهزام أو الحزن بسبب عادات جاهليةٍ سيئةٍ؟! وثقي بنفسك وقدراتك، وكوني قويةً في مُواجَهة الناس، ومِن لطيف ما ذكره الجاحظ في "البيان والتبيين" قال: (1/ 165): "ولِبُغْضِ البنات هجَر أبو حمزة الضبي خيمةَ امرأته، وكان يقيل ويبيت عند جيران له، حين ولدت امرأته بنتًا، فمَرَّ يومًا بخبائها وإذا هي ترقصها وتقول

مَا لأبي حمزةَ لا يأتينا

يَظَلُّ في البيت الذي يَلِينا

غضبان ألَّا نَلِدَ البَنِينَا

تاللهِ ما ذلك في أيدينا

وإنما نأخُذ ما أُعْطِينا

ونحن كالأرض لِزارِعينا

نُنْبِتُ ما قد زَرَعُوه فينا

قال: فغدا الشيخ حتى ولج البيت؛ فقبَّل رأس امرأته وابنتها".

أخيرًا ينبغي على زوجك أن يَكُفَّ عنك أذى أسرته، ويُبين لهم الحكم الشرعي فيما يفعلون؛ وقد ذكرتِ أنه متدينٌ، وراضٍ بقضاء الله.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Designed by Templateism | MyBloggerLab | Published By Gooyaabi Templates copyright © 2014

صور المظاهر بواسطة richcano. يتم التشغيل بواسطة Blogger.