Our Blog

الدرس الاول من سلسلة روضة المشتاقين في رمضان

كل عــــــام وحضراتكم بخير

سلسلة إيمانيه في رمضان

===============

(روضه المشتاقين في رمضان )

(1)

فيقول الله تعالي
*وربك يخلق ما يشاء ويختار*
================
عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أقبل شهر رمضان يقول بأبي هو وأمي: (أتاكم رمضان شهر بركة يغشاكم الله فيه فينزل الرحمة ويحط الخطايا ويستجيب فيه الدعاء ويباهي بكم ملائكته وينظر فيه إلى تنافسكم في الخير فأروا الله من أنفسكم خيرا فإن الشقي من حرم فيه رحمة الله عز وجل).
هيا بنا لنحي ضيف قد حل بنا ونزل علينا إنه ضيف كريم يحل بنا وتحل معه البركات إنه ضيف عظيم ينزل علينا وتنزل معه الرحمات إنه ضيف مبارك تخشع فيه القلوب وتصفو فيه النفوس وتلين فيه الجلود وتخشع فيه الجوارح إنه شهر رمضان إنه شهر الصيام إنه شهر القرآن إنه شهر القيام إنه شهر الإحسان إنه شهر العتق من النيران لمن تاب وأناب إلى الرحيم الرحمن جل وعلا.
تعالوا بنا أيها الأخوه :
لنعيش بعض الوقت مع هذا الشهر العظيم المبارك ومع هذا الضيف العزيز الخفيف الذي سرعان ما يحل بنا وسرعان ما يولي من بين أيدينا وظهورنا فلقد كنا نقول منذ يومين أو ثلاثة: غدا رمضان وسوف نقول بعد وقت قليل: لقد انتهى رمضان وها هي أيام الخير وها هي أيام البركات والرحمات تولي سريعة من بين أيدينا وأظهرنا فالله الله في هذه الأيام الله الله في شهر القرآن الله الله في شهر الصيام الله الله في شهر الإحسان.
يا عباد الله! يا أبناء هذه الأمة الميمونة المباركة! يا من اختصكم الله جل وعلا بهذا الشهر العظيم المبارك واختصكم فيه بليلة هي خير من ألف شهر وصدق الله جل وعلا إذ يقول: *وربك يخلق ما يشاء ويختار*
والاختيار هنا بمعنى الاصطفاء والاجتباء كما قال الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى.
إن الله جل وعلا هو الذي يخلق وهو الذي يفضل ما يشاء ويختار من بين خلقه ويصطفي ما يشاء فلقد خلق الله جل وعلا السموات سبعا واختار العليا منها فاختصها بالقرب من عرشه جل وعلا.
وخلق الله الجنان واختار منها جنة الفردوس فجعل عرشه سقفا لها ويا لها من كرامة! وخلق الله الملائكة واصطفى من الملائكة جبريل وإسرافيل وميكائيل فجبريل هو صاحب الوحي الذي به حياة القلوب والأرواح
وإسرافيل صاحب الصور الذي إذا نفخ فيه أحيت نفخته جميع الأموات بإذن رب الأرض والسماوات
وميكائيل هو صاحب القطر الذي به حياة كل شيء *وجعلنا من الماء كل شيء حي*
وخلق الله جل وعلا البشر واصطفى من البشر الأنبياء واصطفى من الأنبياء الرسل واصطفى من الرسل أولي العزم الخمسة واصطفى من أولي العزم الخمسة الخليلين الكريمين: إبراهيم ومحمدا صلى الله عليهما وسلم واختار محمدا صلى الله عليه وسلم ففضله على جميع الأنبياء والمرسلين فجعله إمام الأتقياء وجعله إمام الأنبياء وجعله سيد المرسلين ورفعه الله جل وعلا على جميع الخلائق وزكاه في كل شيء فرفع له ذكره ووضع عنه وزره وشرح الله صدره.
زكاه في عقله فقال: *ما ضل صاحبكم وما غوى*.
وزكاه في بصره فقال: *ما زاغ البصر وما طغى*.
وزكاه في فؤاده فقال: *ما كذب الفؤاد ما رأى*.
وزكاه في صدره فقال: *ألم نشرح لك صدرك*.
وزكاه في ذكره فقال: *ورفعنا لك ذكرك*.
ووضع عنه وزره فقال: *ووضعنا عنك وزرك*.
وزكاه في علمه فقال: *علمه شديد القوى*.
وزكاه في صدقه فقال: *وما ينطق عن الهوى*.
وزكاه كله فقال: *وإنك لعلى خلق عظيم* بأبي هو وأمي صلى الله عليه وسلم.
وخلق الله جل وعلا الأمم، وعددهم كما ورد في الحديث: (خلق الله سبعين أمة) واختار من بين هذا العدد الضخم الكبير أعظم الأمم وأفضل الأمم وخير الأمم وهي هذه الأمة أمة النبي صلى الله عليه وسلم فضلها الله على جميع الأمم وكرمها الله على جميع الأمم وخاطبها بقوله جل وعلا: *كنتم خير أمة أخرجت للناس*.
وفي الحديث عن أبي الدرداء رضي الله عنه أنه صلى الله عليه وسلم قال: (أنتم موفون سبعين أمة أنتم خيرها وأكرمها على الله عز وجل).
وجعل الله هذه الأمة الأخيرة هي الأمة الوسط أي: هي الأمة العدل وهي الأمة الشاهدة على جميع الأمم فقال ربنا جل وعلا: *وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا* جعل الله هذه الأمة الأخيرة هي الأمة الشاهدة على جميع الأمم السابقة وفي الحديث عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أنه صلى الله عليه وسلم قال: يدعى نوح يوم القيامة فيقال له: هل بلغت قومك؟ والله جل وعلا أعلم فيقول نوح عليه السلام: نعم بلغت قومي فيدعى قومه فيقال لهم: هل بلغكم هذا؟ فيقولون: لا ما أتانا من نذير وما أتانا من أحد فيقول الله جل وعلا لنوح: من يشهد لك يا نوح أنك بلغت قومك؟ فيقول نوح عليه السلام: يشهد لي محمد صلى الله عليه وسلم وأمته).
هل رأيتم نوحا؟ هل عاصرتم نوحا عليه السلام؟ لا والله ما رأيناه ولا عاصرناه إذا ما الذي سيجعلنا نشهد لنوح عليه السلام أنه بلغ قومه وأنذر قومه يقول النبي عليه الصلاة والسلام: (فتدعون فتشهدون لنوح أنه بلغ قومه وذلك قوله تعالى: ((وكذلك جعلناكم أمة وسطا)) ثم قال عليه الصلاة والسلام: الوسط: العدل) ويقول صلى الله عليه وسلم: (ثم أشهد عليكم).
وفي رواية (يقال لهذه الأمة المباركة الميمونة ما الذي جعلكم تشهدون لنوح؟ فتقول الأمة: أتانا رسولنا وأخبرنا أن الرسل قد بلغوا قومهم فصدقناه وآمنا به).
نزل القرآن على قلب نبينا صلى الله عليه وسلم فقرأنا فيه قول الله جل وعلا: *إنا أرسلنا نوحا إلى قومه أن أنذر قومك من قبل أن يأتيهم عذاب أليم* إلى آخر السورة التي سماها الله جل وعلا في قرآننا باسم نبي الله نوح تشهد هذه الأمة المباركة لنوح عليه السلام أنه بلغ قومه وأنذر قومه.
هكذا أيها الأخوه
وربك يخلق ما يشاء ويختار ما كان لهم الخيرة إنه فضل الله جل وعلا ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم فأنتم خير أمة وأنتم أكرم أمة على الله جل وعلا وفضل الله عليكم عظيم وصدق والله من قال:
ومما زادني فخرا وتيها وكدت بأخمصي
أطأ الثريا دخولي تحت قولك يا عبادي
وأن صيرت أحمد لي نبيا.
يا أمة القرآن!
يا أمة الإسلام!
يا أمة التوحيد!
يا أمة الإيمان!
يا أمة الإحسان!
يا أمة التصديق!
يا أمة الشهادة!
أنتم خير أمة أخرجت للناس: *كنتم خير أمة أخرجت للناس*
بماذا ولماذا؟ بهذه الشروط وتلك القيود:
* تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله*
فوالله إن اختلت هذه الشروط اختلت النتيجة وضاعت الخيرية عنكم فإنكم إن لم تأمروا بالمعروف وتنهوا عن المنكر وتؤمنوا بالله جل وعلا فلستم بخير أمة أخرجت للناس.
فيا عباد الله :
لقد أظلنا شهر مبارك شهر الرحمه والمغفره والعتق من النيران فهو شهر كريم وموسم عظيم يعظم الله فيه الأجر للصائم ويجزل المواهب للصائم ويفتح أبواب الخير فيه لكل راغب وطالب فهوشهر الخيرات والبركات شهر المنح و العطايا والهبات شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان شهر محفوف بالرحمة والمغفرة والعتق من النار لا اقول اوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار ولكن شهر كله رحمه وكله مغفره وكله عتق من النيران بفعل الطاعات وبفعل الخيرات و اشتهرت بفضله الأخبار وتواترت فيه الآثار فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة وغلقت أبواب النار وصفدت الشياطين وإنما تفتح أبواب الجنة في هذا الشهر لكثرة الأعمال الصالحة وترغيبا للعاملين فيه بالطاعات وتغلق أبواب النيران لقلة المعاصي والذنوب من أهل الإيمان وتصفد الشياطين فتغل فلا يخلصون إلى ما يخلصون إليه في غيره.
ففي هذا الشهر الفضيل يباهي بكم ملائكته فيقول: انظروا إلى عبادي انظروا إلى الصائمين في النهار انظروا إلى من أقاموا الليل ركعا سجدا بين يدي الله جل وعلا انظروا إلى من قضوا الليل مع قرآن الله وكتابه وهذه علامات من علامات الحب لله تبارك وتعالى لأن الليل كما قال ابن القيم: إن الليل أنس المحبين وروضة المشتاقين ومدرسة الصالحين من هذه المدرسة تخرج العارفون بالله جل وعلا وتخرج الصادقون مع الله جل وعلا إن عباد الله الصالحين ينتظرون هذا الليل يرعونه بالنهار كما يرعي الراعي غنمه ويحنون إلى غروب الشمس كما تحن الطير إلى أوكارها حتى إذا ما جنهم الليل واختلط الظلام وبسطت الفرش وخلا كل حبيب بحبيبه قام عباد الله الصالحون فنصبوا إلى الله أقدامهم وافترشوا جباههم وناجوا ربهم جل وعلا طيلة الليل بقرآنه وتضرعوا إليه تبارك وتعالى وطلبوا منه تكرمه وإنعامه وإحسانه هذه علامات عباد الله الصالحين (ويباهي بكم ملائكته وينظر فيه إلى تنافسكم في الخير) هذا ذاكر لله وهذا صائم لله ذاكر صابر وهذا صائم لله ذاكر شاكر وهذا متصدق محسن وهذا قارئ للقرآن وهذا مستغفر لله جل وعلا وهذا متصدق على الفقراء والمساكين وهذا يمر بين الجائعين من الفقراء ليحسن إليهم.
قال: (فأروا الله من أنفسكم خيرا فإن الشقي من حرم فيه رحمة الله عز وجل) ولهذا الحديث المبارك شاهد صحيح من حديث أبي هريرة رواه الإمام أحمد في مسنده والإمام الترمذي والإمام النسائي وصححه شيخنا الألباني في صحيح الجامع وهو: (أنه صلى الله عليه وسلم كان إذا أقبل رمضان يقول: أتاكم شهر رمضان شهر مبارك فرض الله عليكم صيامه تفتح فيه أبواب الجنة وتغلق فيه أبواب الجحيم وتغل فيه مردة الشياطين وفيه ليلة هي خير من ألف شهر).
وعن أبي هريرة أيضا أنه صلى الله عليه وسلم قال في حديث:(وينادي مناد كل ليلة أي: من ليالي رمضان يا باغي الخير أقبل ويا باغي الشر أقصر).
اسمع لتسجد لربك شكرا أنك من أمة النبي صلى الله عليه وسلم يقول صلى الله عليه وسلم:(ولله عتقاء من النار وذلك كل ليلة) اللهم اجعلنا من عتقائك من النار في هذا الشهر الكريم.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أنه صلى الله عليه وسلم قال: (من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه).
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أيضا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:(من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه).
وعن أبي هريرة أيضا: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:(من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه).
وعن أبي هريرة أيضا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (قال الله عز وجل: كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به.والصوم جنة فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب فإن سابه أحد أو قاتله فليقل: إني صائم.والذي نفس محمد بيده! لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك وللصائم فرحتان يفرحهما: إذا أفطر فرح بفطره وإذا لقي ربه فرح بصومه).
وأن النبي صلى الله عليه وسلم قال:(الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة -اسمع أيها الاخ الكريم! ماذا يقول الصيام وماذا يقول القرآن يقول الصيام: أي ربي! منعته الطعام والشراب والشهوة أي: من طلوع الفجر إلى غروب الشمس الطعام بين يديه وامتنع عنه طاعة لله زوجته بين يديه وامتنع عنها امتثالا لأمر الله والشراب بين يديه وهجره طمعا في رحمة الله جل وعلا فشفعني فيه ويقول القرآن: أي ربي! منعته النوم بالليل فشفعني فيه) يا عبد الله! هل أنت من هؤلاء؟!
أيها الاخ الكريم!
يا من هجرت النوم في الليل طاعة لله جل وعلا وجلست مع كتاب الله تبارك وتعالى هل أنت من هؤلاء أم أنت ممن سهر الليل مع المسلسلات الفاجرة والأفلام الداعرة والعياذ بالله؟ أسأل الله أن يحفظني وإياكم من المعاصي وأن يعزني وإياكم بطاعته وأن يشرفني وإياكم بالعمل لدينه إنه ولي ذلك ومولاه.
أتدرون ماذا قال حبيبكم ورسولكم المصطفى صلى الله عليه وسلم؟ قال عليه الصلاة والسلام:(فيشفعان) أي: فيشفع الصيام فيك أيها الصائم ويشفع القرآن فيك أيها القارئ يا لها من كرامة ويا له من فضل ويا لها من عظمة ويا لها من رحمات!
اخي اعلم ان بلوغ رمضان ذاته نعمة كبيرة على من بلغه وقام بحقه بالرجوع إلى ربه من معصيته إلى طاعته ومن الغفلة عنه إلى ذكره ومن البعد عنه إلى الإنابة إليه.
يا ذا الذي ما كفاه الذنب في رجب ... حتى عصى ربه في شهر شعبان
لقد أظلك شهر الصوم بعدهما ......... فلا تصيره أيضا شهر عصيان
واتل القران وسبح فيه مجتهدا ......... فإنه شهر تسبيح وقرآن
كم كنت تعرف ممن صام في سلف ..... من بين أهل وجيران وإخوان
أفناهم الموت واستبقاك بعدهمو .......... حيا فما أقرب القاصي من الداني
اللهم أيقظنا من رقدات الغفلة ووفقنا للتزود من التقوى قبل النقلة وارزقنا اغتنام الأوقات في ذي المهلة واغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين برحمتك يا أرحم الراحمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
اللهم ان هذا صدقه جاريه عن روح احبتي اسألكم لهم الدعاء .
فما احوجهم الي دعاء منكم بظاهر الغيب.


والي لقاء اخر ان شاء الله

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Designed by Templateism | MyBloggerLab | Published By Gooyaabi Templates copyright © 2014

صور المظاهر بواسطة richcano. يتم التشغيل بواسطة Blogger.