Our Blog

الدرس الثاني من سلسله روضه المشتاقين في رمضان

سلسلة إيمانية في رمضان
روضة المشتاقين في رمضان 
(2)


أعلموا أن الصوم من أفضل العبادات وأجل الطاعات  جاءت بفضله الآثار ونقلت فيه بين الناس الأخبار.
·       فمن فضائل الصوم:
 أن الله كتبه على جميع الأمم وفرضه عليهم:يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون. ولولا أنه عبادة عظيمة لا غنى للخلق عن التعبد بها لله وعما يترتب عليها من ثواب ما فرضه الله على جميع الأمم.
ومن فضائل الصوم في رمضان: أنه سبب لمغفرة الذنوب وتكفير السيئات
 فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه. يعني إيمانا بالله ورضا بفرضية الصوم عليه واحتسابا لثوابه وأجره ولم يكن كارها لفرضه ولا شاكا في ثوابه وأجره فإن الله يغفر له ما تقدم من ذنبه.
فقال  صلي  الله عليه وسلم ان الله لا يقبل من العمل الا ما كان خالصا  واصوبا .. خالصا  لله  ليس فيه رياء ولا سمعه  ولا شهره  واصوبا  اي  موافقا  هدي  النبي  صلي  الله عليه وسلم  لا زياده  ولا نقصان .
ففي  هذا  الشهر فرصه  عظميمه ومنح ربانسه ايمانيه  قل ما تجدها في  الشهور السابقه  فاغتنم  هذه  المنح وتقرب الي ربك  لا تدري اي  ساعه واي  لحظه  تقبض  فيها  روحك  فاعمل لهذه  اللحظه  واعلم  ان من كرم الله عليك انه من عاش علي شء مات  عليه  ومن مات علي  شئ  بعث  عليه  فاللهم  احسن خاتمتنا  واقبضنا  علي  عمل  صالح  ترضاه  ... واعلم  اخي  الحبيب قال رسول  الله  اذا  احب  الله عبدا  استعمله  فقالوا  وكيف  يستعمله يارسول  الله  قال  يوفقه  الي عمل  صالح  ثم يقبضه  ..
فاحرص  علي  هذه  اللحظه  اخي . فنحن لا نعلم متي تقبض ارواحنا  . وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس  بأي  ارض تموت
* وعن أبي هريرة أيضا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة مكفرات لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر .
ومن فضائل الصوم: أن ثوابه لا يتقيد بعدد معين بل يعطى الصائم أجره بغير حساب
 فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:قال الله تعالى: كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به والصيام جنة فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب فإن سابه أحد أو قاتله فليقل: إني صائم والذي نفس محمد بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك للصائم فرحتان يفرحهما: إذا أفطر فرح بفطره وإذا لقي ربه فرح بصومه.
 وفي رواية لمسلم كل عمل ابن آدم له يضاعف الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف  قال الله تعالى: إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به يدع شهوته وطعامه من أجلي .
وهذا الحديث الجليل يدل على فضيلة الصوم من وجوه عديدة:
- الأول: أن الله اختص لنفسه الصوم من بين سائر الأعمال وذلك لشرفه عنده ومحبته له وظهور الإخلاص له سبحانه فيه لأنه سر بين العبد وبين ربه لا يطلع عليه إلا الله فإن الصائم يكون في الموضع الخالي من الناس متمكنا من تناول ما حرم الله عليه بالصيام فلا يتناوله لأنه يعلم أن له ربا يطلع عليه في خلوته وقد حرم عليه ذلك فيتركه لله خوفا من عقابه ورغبة في ثوابه فمن أجل ذلك شكر الله له هذا الإخلاص واختص صيامه لنفسه من بين سائر أعماله ولهذا قال يدع شهوته وطعامه من أجلي . وتظهر فائدة هذا الاختصاص يوم القيامة كما قال سفيان بن عيينة رحمه الله: إذا كان يوم القيامة يحاسب الله عبده ويؤدي ما عليه من المظالم من سائر عمله حتى إذا لم يبق إلا الصوم يتحمل الله عنه ما بقي من المظالم ويدخله الجنة بالصوم.
- الثاني: أن الله قال في الصوم: وأنا أجزي به .
 فأضاف الجزاء إلى نفسه الكريمة لأن الأعمال الصالحة يضاعف أجرها بالعددالحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة  أما الصوم فإن الله أضاف الجزاء عليه إلى نفسه من غير اعتبار عدد وهو سبحانه أكرم الأكرمين وأجود الأجودين.
والعطية بقدر معطيها فيكون أجر الصائم عظيما كثيرا بلا حساب  والصيام صبر على طاعة الله  وصبر عن محارم الله  وصبر على أقدار الله المؤلمة من الجوع والعطش وضعف البدن والنفس  فقد اجتمعت فيه أنواع الصبر الثلاثة  وتحقق أن يكون الصائم من الصابرين  وقد قال الله تعالى: إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب.
-       الثالث: أن الصوم جنة
-       أي: وقاية وستر يقي الصائم من اللغو والرفث ولذلك قال:فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب. ويقيه أيضا من النار.
 ولذلك روي عن جابر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:الصيام جنة يستجن بها العبد من النار
- الرابع: أن خلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك لأنها من آثار الصيام فكانت طيبة عند الله سبحانه ومحبوبة له وهذا دليل على عظيم شأن الصيام عند الله حتى إن الشيء المكروه المستخبث عند الناس يكون محبوبا عند الله وطيبا لكونه نشأ عن طاعته بالصيام.
- الخامس: أن للصائم فرحتين: فرحة عند فطره وفرحة عند لقاء ربه أما فرحه عند فطره فيفرح بما أنعم الله عليه من القيام بعبادة الصيام الذي هو من أفضل الأعمال الصالحة وكم من أناس حرموه فلم يصوموا  ويفرح بما أباح الله له من الطعام والشراب والنكاح الذي كان محرما عليه حال الصوم.
 وأما فرحه عند لقاء ربه فيفرح بصومه حين يجد جزاءه عند الله تعالى موفرا كاملا في وقت هو أحوج ما يكون إليه حين يقال: أين الصائمون ليدخلوا الجنة من باب الريان الذي لا يدخله أحد غيرهم؟
وفي هذا الحديث إرشاد للصائم إذا سابه أحد أو قاتله أن لا يقابله بالمثل لئلا يزداد السباب والقتال وأن لا يضعف أمامه بالسكوت بل يخبره بأنه صائم إشارة إلى أنه لن يقابله بالمثل احتراما للصوم لا عجزا عن الأخذ بالثأر وحينئذ ينقطع السباب والقتال: ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم.
-       ومن فضائل الصوم: أنه يشفع لصاحبه يوم القيامة فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة يقول الصيام: أي رب منعته الطعام والشهوة فشفعني فيه ويقول القرآن: منعته النوم بالليل فشفعني فيه قال: فيشفعان.
فضائل الصوم لا تدرك حتى يقوم الصائم بآدابه فاجتهدوا في إتقان صيامكم وحفظ حدوده وتوبوا إلى ربكم من تقصيركم في ذلك اللهم احفظ صيامنا واجعله شافعا لنا واغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين  وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Designed by Templateism | MyBloggerLab | Published By Gooyaabi Templates copyright © 2014

صور المظاهر بواسطة richcano. يتم التشغيل بواسطة Blogger.